الفصل السابع
الآراء التربوية للماوردي
في آداب المواضعة والاصلاح
أدب
المواضعة واصطلاح : « الأدب
الذي يؤخذ تقليداً على ما استقر عليه اصطلاح العقلاء ، واتفق عليه استحسان الأدباء
» (وفا ،1328هـ ، ص449 )
أولاً
: الكلام والصمت
يصف الماوردي الكلام فيقول : « الكلام ترجمان يعبر
عن مستودعات الضمائر ، ويخبر بمكنونات السرائر ، لا يمكن استرجاع بوادره ، ولا
يقدر على رد شوارده .
فحق على العاقل أن
يحترز من زللـه بالإمساك عنه أو بالإقلال منه » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص283 )
ثم بين الماوردي أن للكلام
شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها وهي أربعة شروط ( الماوردي ، 1405هـ ،ص283 ):
1-
أن يكون الكلام لداعٍ يدعو
إليه إما في اجتلاب نفعٍ أو دفع ضررٍ .
2-
أَن يأتي به في موضعه ، ويتوخى
به إصابة فرصته
3-
أن يقتصر منه على قدر حاجته
.
4-
أن يتخير اللفظ الذي يتكلم
به .
فهذه
أربعة شروطٍ متى أخل المتكلم بشرطٍ منها فقد أوهن فضيلة باقيها .
آداب
الكلام :
يبين الماوردي أن للكلام
آداباً إن أغفلها أذهب رونق كلامه ، فمن هذه الآداب : ( الماوردي ، 1405هـ ،ص290 - 293 )
1-
أن لا يتجاوز في مدح ولا يسرف
في ذم وإن كانت النزاهة عن الذم كرماً والتجاوز في المدح ملقاً يصدر عن مهانةٍ .
والسرف في الذم انتقام يصدر
عن شر ، وكلاهما شين وإن سلم من الكذب .
2-
أن لا تبعثه الرغبة والرهبة
على الاسترسال في وعد أو وعيد يعجز عنهما ولا يقدر على الوفاء بهما .فإن من أطلق بهما
لسانه وأرسل فيهما عنانه ، ولم يستثقل من القول ما يستثقله من العمل ، صار وعده نكثاً
ووعيده عجزاً .
3-
إن قال قولاً حققه بفعله ،
وإذا تكلم بكلام صدقه فعمله ، فإن إرسال القول اختيار ، والعمل به اضطرار .ولئن يفعل
ما لم يقل أجمل من أن يقول ما لم يفعل .
4-
أن يراعي مخارج كلامه بحسب
مقاصده وأغراضه فإن كان ترغيباً قرنه باللين واللطف ، وإن كان ترهيباً خلطه بالخشونة
والعنف ، فإن لين اللفظ في الترهيب وخشونته في الترغيب خروج عن موضعهما وتعطيل للمقصود
بهما ، فيصير الكلام لغواً والغرض المقصود لهواً .
5-
أن لا يرفع بكلامه صوتاً مستنكراً
ولا ينزعج له انزعاجاً مستهجناً ، وليكف عن حركة تكون طيشاً وعن حركة تكون عياً ، فإن
نقص الطيش أكثر من فضل البلاغة .
6-
أن يتجافى هجر القول ومستقبح
الكلام ، وليعدل إلى الكناية عما يستقبح صريحه ويستهجن فصيحه ؛ ليبلغ الغرض ولسانه
نزه وأدبه مصون .
7-
أن يجتنب أمثال العامة الغوغاء
ويتخصص بأمثال العلماء الأدباء فإن لكل صنف من الناس أمثالاً تشاكلهم ، فلا تجد لساقط
إلا مثلاً ساقطاً وتشبيهاً مستقبحاً .
ثانياً
:الصبر والجزع
الصبر
على الملمات والرفق عند النوازل ، والصبر من القيم العليا التي أمرنا الله أن
نتصف بها في أكثر من موضع في كتابه الكريم .
وفي
هذا الفصل يبين الماوردي أن الصبر على ستة أقسام ، وهو في كل قسم منها محمود ومنها
( الماوردي ، 1405هـ ،ص295 - 298 ):
1-
الصبر على امتثال ما أمر اللّه
تعالى به ، والانتهاء عما نهى اللّه عنه ؛ لأن به تخلص الطاعة وبها يصح الدين وتؤدى
الفروض ويستحق الثواب .
2-
الصبر على ما تقتضيه أوقاته
من رزية قد أجهده الحزن عليها ، أو حادثة قد كده الهم بها فإن الصبر عليها يعقبه الراحة
منها ، ويكسبه المثوبة عنها .فإن صبر طائعاً وإلا احتمل هما لازماً وصبر كارهاً آثماً
.
3-
الصبر على ما فات إدراكه من
رغبة مرجوة ، وأعوز نيله من مسرة مأمولة فإن الصبر عنها يعقب السلو منها ، والأسف بعد
اليأس خرق .
4-
الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة
يخافها ، أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها فلا يتعجل هم ما لم يأت ، فإن أكثر الهموم كاذبة
وإن الأغلب من الخوف مدفوع .
5-
الصبر فيما يتوقعه من رغبة
يرجوها ، وينتظر من نعمة يأملها فإنه إن أدهشه التوقع لها ، وأذهله التطلع إليها انسدت
عليه سبل المطالب واستفزه تسويل المطامع فكان أبعد لرجائه وأعظم لبلائه .
6-
الصبر على ما نزل من مكروه
أو حل من أمر مخوف .
وبعد
بيان أقسام الصبر ، يبين لنا الماوردي كيفية تسهيل المصائب وتخفيف شدتها على النفس
، وتقليل أثرها وضررها ، فمن هذه الأسباب ما يلي( الماوردي ، 1405هـ ،ص299 - 304 ):
1-
إشعار النفس بما تعلمه من نزول
الفناء وتقضي المسر وأن لها آجالاً منصرمة ومدداً منقضية ، إذ ليس للدنيا حال تدوم
ولا لمخلوق فِيها بقاء
2-
أَن يتصور انجلاء الشدائد وانكشاف
الهموم ، وأنها تقدر بأوقات لا تنصرم قبلها ، ولا تستديم بعدها ، فلا تقصر بجزع ولا
تطول بصبر ، وأن كل يوم يمر بها يذهب منها بشطر ويأخذ منها بنصيب ، حتى تنجلي وهو عنها
غافل .
3-
أن يعلم أن في ما وقي من الرزايا
، وَكفي من الحوادث ، ما هو أعظم من رزيته وأشد من حادثته ؛ ليعلم أنه ممنوح بحسن الدفاع
.
4-
أن يتأسى بذوي الغير ، ويتسلى
بأولي العبر .ويعلم أنهم الأكثرون عدداً والأسرعون مدداً ، فيستجد من سلوة الأسى وحسن
العزا ما يخفف شجوه ، ويقل هلعه .
5-
أن يعلم أن النعم زائرة ، وأنها
لا محالة زائلة ، وأن السرور بها إذا أقبلت مشوب بالحذر من فراقها إذا أدبرت ، وأنها
لا تفرح بإقبالها فرحاً حتى تعقب بفراقها ترحاً ، فعلى قدر السرور يكون الحزن .
6-
أن يعلم أن سروره مقرون بمساءة
غيره ، وكذلك حزنه مقرون بسرور غيره .
7-
أن يعلم أن طوارق الإنسان من
دلائل فضله ، ومحنه من شواهد نبله .
8-
ما يعتاضه من الارتياض بنوائب
عصره ، ويستفيده من الحنكة ببلاء دهره ، فيصلب عوده ويستقيم عموده ، ويكمل بأدنى شدته
ورخائه ، ويتعظ بحالتي عفوه وبلائه .
9-
أن يختبر أمور زمانه ، ويتنبه
على صلاح شأنه ، فلا يغتر برخاء ، ولا يطمع في استواء ، ولا يؤمل أن تبقى الدنيا على
حالة ، أو تخلو من تقلب واستحالة ، فإن من عرف الدنيا وخبر أحوالها هان عليه بؤسها
ونعيمها .
ثالثاً
: المشورة
في هذا المبدأ يبين لنا الماوردي أن من الحزم
أن لا يبرم أمرا ولا يمضي عزما إلا بمشورة ذي الرأي الناصح ، ومطالعة ذي العقل
الراجح ، فإن الله تعالى أمر بالمشورة نبيه r مع ما تكفل به من إرشاده ،
ووعد به من تأييده ، فقال تعالى :) وَشَاوِرْهُمْ فِي
الْأَمْرِ(
( آل عمران :159 )
صفات أهل الشورى :
يقول الماوردي : فإذا عزم على المشاورة ارتاد
لها من أهلها من قد استكملت فيه خمس خصال ( الماوردي ، 1405هـ ،ص209 - 311 ):
1-
عقل كامل مع تجربة سالفة فإن بكثرة التجارب تصح
الروية .
2-
أن يكون ذا دين وتقى ، فإن ذلك عماد كل صلاح
وباب كل نجاح .
3-
أن يكون ناصحا ودودا ، فإن النصح والمودة
يصدقان الفكرة ويمحضان الرأي .
4-
أن يكون سليم الفكر من هم قاطع ، وغم شاغل ،
فإن من عارضت فكره شوائب الهموم لا يسلم له رأي ولا يستقيم له خاطر .
5-
أن لا يكون له في الأمر المستشار غرض يتابعه ،
ولا هوى يساعده ، فإن الأغراض جاذبة والهوى صاد ، والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته
الأغراض فسد .
فإذا استكملت هذه الخصال الخمس في رجل كان أهلاً
للمشورة ، ومعدناً للرأي ، فلا تعدل عن استشارته اعتماداً على ما تتوهمه من فضل
رأيك ، وثقة بما تستشعره من صحة رويتك ، فإن رأي غير ذي الحاجة أسلم ، وهو من
الصواب أقرب ، لخلوص الفكر وخلو الخاطر مع عدم الهوى وارتفاع الشهوة .
رابعاً
: كتمان السر
يقول الماوردي أن : « كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح ،
وأدوم لأحوال الصلاح ، وإظهار
الرجل سر غيره أقبح من إظهاره سر نفسه ؛ لأنه يبوء بإحدى وصمتين : الخيانة إن كان
مؤتمنا ، أو النميمة إن كان مستودعاً » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص315 )
ثم يبين الماوردي أن الاسترسال في إبداء السر دلائل على ثلاثة أحوال مذمومة :
1-
ضيق
الصدر ، وقلة الصبر ، حتى أنه لم يتسع لسر ، ولم يقدر على صبر
2-
الغفلة عن تحذر العقلاء ، والسهو عن يقظة
الأذكياء .
3-
ما ارتكبه من الغدر ، واستعمله من الخطر .
خامساً
:المزاح والضحك
المزاح : من الأمور التي طبعت عليها النفوس لتنشيط النفوس ، وإماطة الكلف ،
إلا أن الشريعة الإسلامية جعلت للمزاح حدوداً وضوابط ينبغي للمسلم أن يتقيد بها ،
وفي هذا الموضوع يبين لنا الماوردي خطورة عدم التقيد بضوابط المزاح فيقول : « إن للمزاح إزاحة عن الحقوق ، ومخرجا
إلى القطيعة والعقوق ، يصم المازح ويؤذي الممازح ، فوصمة المازح أن يذهب عنه
الهيبة والبهاء ، ويجري عليه الغوغاء والسفهاء
وأما أذية الممازح فلأنه معقوق بقول
كريه ، وفعل ممض ، إن أمسك عنه أحزن قلبه ، وإن قابل عليه جانب أدبه ، فحق على
العاقل أن يتقيه وينزه نفسه عن وصمة مساوئه » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص318 )
الضحك : « فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور
المهمة ، مذهل عن الفكر في النوائب الملمة ، وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار ،
ولا لمن وصم به خطر ولا مقدار » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص321 )
سادساً :الطيرة والفأل
التطير : هو التشاؤم بمرئي أو مسموع ، وهو منهي
عنه في الشرع ، وأما الفأل فهو محبوب ومندوب إليه .
وفي التطير يقول
الماوردي : « أنه قلما يخلو من الطيرة أحد لا سيما
من عارضته المقادير في إرادته ، وصده القضاء عن طلبته ، فهو يرجو واليأس عليه أغلب
، ويأمل والخوف إليه أقرب .
فإذا عاقه القضاء
، وخانه الرجاء ، جعل الطيرة عذر خيبته ، وغفل عن قضاء الله عز وجل ومشيئته ، فإذا
تطير أحجم عن الإقدام ويئس من الظفر ، وظن أن القياس فيه مطرد وأن العبرة فيه
مستمرة ، ثم يصير ذلك له عادة ، فلا ينجح له سعي ، ولا يتم له قصد .
فينبغي لمن مني
بها وبلي أن يصرف عن نفسه وساوس النوكى ، ودواعي الخيبة وذرائع الحرمان ، ولا يجعل
للشيطان سلطاناً في نقض عزائمه ومعارضة خالقه . ويعلم
أن قضاء الله تعالى عليه غالب ، وأن رزقه له طالب ، إلا أن الحركة سبب فلا يثنيه
عنها ما لا يضر مخلوقا ولا يدفع مقدوراً .
وليمض في عزائمه واثقاً بالله تعالى إن أعطي ، وراضياً به إن
منع » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص321)
الفأل : « ففيه تقوية للعزم ، وباعث على الجد ، ومعونة
على الظفر ، فينبغي لمن تفاءل أن يتأول الفأل بأحسن
تأويلاته ، ولا يجعل لسوء الظن على نفسه سبيلاً » ( الماوردي ، 1405هـ ،ص324)
سابعاً :المروءة
المروءة : مراعاة الأحوال التي تكون على أفضلها حتى لا يظهر منها قبيح عن قصد
ولا يتوجه إليها ذم باستحقاق ( الماوردي ، 1405هـ ،ص325)
حقوق المروءة :
يبين الماوردي أن حقوق المروءة كثيرة ،
وإجمالاً تنقسم هذه الحقوق إلى قسمين :
1- شروط المروءة في نفسه 2- شروط المروءة في غيره
أولاً : شروط المروءة في نفسه ( الماوردي ، 1405هـ ،ص329 )
وهذه تكون بعد التزام ما أوجبه الشرع من أحكامه
بثلاثة أمور وهي : العفة ، والنزاهة ، والصيانة .
أنواع العفة ( الماوردي ، 1405هـ ،ص329 -333 ):
1-
العفة عن المحارم فنوعان :
أ-
ضبط الفرج عن الحرام : لأنه مع وعيد الشرع
وزاجر العقل معرة فاضحة ، وهتكة واضحة .
ب- والثاني كف اللسان عن الأعراض :لأنه
ملاذ السفهاء ، وانتقام أهل الغوغاء ، وهو مستسهل الكلف .
2-
العفة عن المآثم فنوعان :
أ-
الكف عن المجاهرة بالظلم : فعتو مهلك وطغيان
متلف ، وهو يؤول إن استمر إلى فتنة أو جلاء .
ب- زجر النفس عن الإسرار بخيانة .
أنواع النزاهة ( الماوردي ، 1405هـ ،ص333 -353 ):
1-
النزاهة عن المطامع الدنية : لأن الطمع ذل والدناءة لؤم ، وهما أدفع
شيء للمروءة .
2-
النزاهة عن مواقف الريبة : فهي التردد بين منزلتي حمد وذم ،
والوقوف بين حالتي سلامة وسقم ، فتتوجه إليه لائمة المتوهمين ، ويناله ذلة
المريبين ، وكفى بصاحبها موقفاً إن صح افتضح ، وإن لم يصح امتهن .
أنواع الصيانة ( الماوردي ، 1405هـ ،ص335-341 ):
1-
صيانة النفس بالتماس الكفاية
وتقدير المادة :
فلأن المحتاج إلى الناس كل مهتضم وذليل مستثقل ، وهو لما فطر عليه ، محتاج إلى ما
يستمده ليقيم أود نفسه ، ويدفع ضرورة وقته .
2-
صيانتها عن تحمل المنن من الناس
والاسترسال في الاستعانة
ثانياً : شروطها في غيره: المؤازرة ،
والمياسرة ، والإفضال
أنواع المؤازرة ( الماوردي ، 1405هـ ،ص341 - 344 ):
1-
الإسعاف بالجاه : فقد يكون من الأعلى
قدرا ، والأنفذ أمرا ، وهو أرخص المكارم ثمنا وألطف الصنائع موقعا ، وربما كان
أعظم من المال نفعا
وهو الظل الذي يلجأ إليه المضطرون ، والحمى الذي يأوي إليه الخائفون .
وهو الظل الذي يلجأ إليه المضطرون ، والحمى الذي يأوي إليه الخائفون .
2-
الإسعاف في النوائب : وهو نوعان : واجب وتبرع .
أ-
الواجب اختص بثلاثة أصناف وهم : الأهل والإخوان
والجيران .
ب- التبرع : يكون فيما عدا هؤلاء الثلاثة
من البعداء الذين لا يدلون بنسب ، ولا يتعلقون بسبب .
أنواع المياسرة ( الماوردي ، 1405هـ ،ص344 - 353):
1-
العفو عن الهفوات : فلأنه لا مبرأ من سهو وزلل ، ولا سليم من نقص
أو خلل ، ومن رام سليما من هفوة ، والتمس بريئا من نبوة ، فقد تعدى على الدهر
بشططه ، وخادع نفسه بغلطه ، وكان من وجود بغيته بعيدا وصار باقتراحه فردا وحيدا .
2-
المسامحة
في الحقوق : فلأن الاستيفاء موحش ، والاستقصاء منفر، ومن أراد كل حقه من النفوس
المستصعبة بشح أو طمع لم يصل إليه إلا بالمنافرة والمشاقة ، ولم يقدر عليه إلا
بالمخاشنة والمشاحة ؛ لما استقر في الطباع من مقت من شاقها ونافرها ، وبغض من
شاحها ونازعها ، كما استقر حب من ياسرها وسامحها ، فكان أليق لأمور المروءة
استلطاف النفوس بالمياسرة والمسامحة ، وتألفها بالمقاربة والمساهلة .
أنواع الإفضال ( الماوردي ، 1405هـ ،ص353 - 355 ): إفضال اصطناع ، وإفضال استكفاف ودفاع .
1-
إفضال الاصطناع فنوعان :
أ-
ما أسداه جودا في شكور .
ب- ما تألف به نبوة نفور .
وكلاهما من شروط المروءة لما فيهما من ظهور
الاصطناع ، وتكاثر الأشياع والأتباع
2-
إفضال الاستكفاف : فلأن ذا الفضل لا يعدم حاسد نعمة ، ومعاند
فضيلة يعتريه الجهل بإظهار عناده ، ويبعثه اللؤم على البذاء بسفهه ، فإن غفل عن استكفاف السفهاء ، وأعرض عن استدفاع
أهل البذاء ، صار عرضه هدفاً للمثالب ، وحاله عرضة للنوائب ، وإذا استكفى السفيه
واستدفع البذيء ، صان عرضه وحمى نعمته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق